الأربعاء، مارس 26، 2008

إن كِبِر إبنك خاويه..!!
وإن كبرت بنتك جَوّزها واخلص منها...!!!


أصدقائي ...

لا تخافوا...!!
ليست هذه مقدمة قصيرة..لمحاضرة طويلة جداً في
المساواة بين الجنسين،
لم يحن وقتها بعد..(فما بالكم والأعياد على الأبواب)!

هناك الجانب الآخر لهذه المقوله...
الجانب الذي لا نراه ، لكننا نعيشه يوميا ً...
نواجه مشاكله دون ان نحاول تحديدها والحد من سيطرته ....صراع الأجيال...

الآباء والأبناء...
كأنّهم في حلبة ملاكمة أو مصارعة...كلٌ يحاول جاهدا ً أن يكون جيله هو الرابح !
لأنه عندها يثبت أنه هو الصح ...
ولمعرفة الصح ...قمنا بترتيب مباراة ودية ...وحبية ...بينهم...


الآباء VS. الأبناء

مساء الخير ...
أهلا وسهلا بكم في مباراة الليلة ...مباراة العمر والزمن ...المباراة التي لن تنتهي....
معكم من وراء الميكروفون : ضاد !
الإضاءة والصوت : صمتي والصدى...! وأصوات المشجّعين والمشجّعات في الدنيا ....

يقف على اليمين ...الآباء...
الجيل المحافظ المتمسك بالموروث ...والتقاليد القديمة (نسبيا)...التي نشأ عليها ....أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب ...والسينما المصرية القديمة (حسن ونعيمة)!...والكتب التي قرأها ....
شعارهم: صار للشرشوحة مرجوحة ...وصارت تحلف بالطلاق!

على اليسار...الأبناء ...
جيل الشباب الذي نشأ...في ظل الإنفتاح (!) الأجتماعي والثقافي ....وانتشار وسائل الإعلام والشبكات المعلوماتية ....وروتانا وميلودي هيتس...وموفي تشانل....والمايكروسوفت والويندوز(الشبابيك) وطبعا البلوتوث...
شعارهم: إحترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك!



الحَكَم : الزمن الضاحك...
الزمن الذي يجعل الآبناء ...الجيل المتمرد على الجيل الأساس ...آباء في دورة الزمن ....ليصبحوا جيل أساس...ويصبح لديهم من يتمرد عليهم...
شعاره: إسأل مجرب ولا تسأل حكيم...!!


الجولة الأولى: الحياة الثقافية والفكرية....

يبدأ الآباء بالهجوم على الأبناء...(بحماس)...بالسطحية والأنحطاط في حياتهم الفكرية ...والثقافية.... ويضربه لكمة موسيقى نشاز في وجهه...ويتهمه بالغباء والتبعية....والتشبه بالمجتمعات الغربية التي "لن تفيدنا بشيء" .... و ... يا الهي ..!

ان الآباء قام بتوجيه ضربة صعبة لقناة روتانا وموقع غوغل! قائلا بأنهما لا يزيدان من الثقافة بل يوسعان الفراغ في عقل الأبناء ...
أقر بأن هذه الضربة كانت صعبة!
لا أصدق أن هذا يحدث...أنه يصرخ بأعلى صوته أن موسيقى الراب ما هي إلا تفاهات تفتقر الى الحس الفني (فين أيامك يا ستّ ...يصرخ الجمهور)...لا أصدق...أن الأبناء لم يصد بعد هذه الضربات..(يصرخ الجمهور...من طين بلادك حنّي خدادك)!....ماذا يقصدون ؟

لحظة !! أرى أن الأبناء لم يعد يحتمل الذل والهوان ..إنه يوجّه ...ضربة في الوجه ... رائع! ضربة قوية ! .. .إنه يضربه بالرجعية والتمسك بالتقاليد البالية ! إنه يحمله ويلوح بعدم قدرته على التعايش مع المتغيرات التي تعتري المجتمع كالعولمة والهيب هوب (ويصرخ الجمهور ....اللي بدقّ الباب بسمع الجواب)....(الكباب..عفواً ! أقصد الشباب الشباب لنخلي عشيتكو هباب!)

واضح أن الآباء لم يعد يستطع الوقوف ثانية.. أعتقد أن نهاية الجولة قد أقتربت ....
ماذا ؟!! ...إنه يقف ثانية ...يهجم الأبناء على الآباء ليفقده توازنه...لكن الآباء ينظر للأبناء نظرة ..تجمد الأبناء في مكانه!....(ما بقطع الراس الا اللي ركّبه ...)...أنا الأساس ! صمت ...

انتهت الجولة الأولى...
لا نتيجة....


* بين الجولة الأولى والثانية : يتجول بائع "بوب كورن " وبائع "شاي" بين جمهور المشجعين والكل يشتري..! وكلمات مثل (أهلك ولا تهلك , اللي ما إلو قديم ما إلو جديد , اللي ما إلو كبير ما إلو تدبير..) تنتقل همسا بين الناس..



الجولة الثانية : العادات والتقاليد ...الأجتماعية...

أهلا بعودتكم بعد الأستراحة....
الآن تبدأ الجولة الثانية ....وأظن أنها ستكون أشد وطئا هذه المرة!
يقوم الأبناء بالهجوم هذه المرة أولا ...يوجه ضربتين عل شكل "بوكس"...في وجه الآباء بعدم القدرة على الأنتقال من طور القيود وتلقي الأوامر..وبالتالي إلقاءها...! ويوقعه أرضا ...صارخا "لن تستطيع الوقوف في وجه التطور السريع...وأن تجبرني العيش في ظل عادات محافظة!"
يصرخ الجمهور (لا للمُسَلّمات والثوابت...)...

يقوم الآباء وقد أمتقع وجهه بالغضب العارم....ويوجه له نظرة ساخرة ...ومشفقة ...لأن الأبناء ،كما يعتقد، قد وقع تحت ظل سياسة متغيّرة غير مستقرة...لذلك هو يفتقر الى عدم الثبات في الأفكار والمبادئ....(يصرخ الجمهور...أكبرمنك بيوم...أعلم منك بسنة)...

يقفز الأبناء فجأة ..ويواجه الآباء بصورة مخيفة...! ويقول له بأنه يعتقد أنه أكبر وأخبر وأعلم!
لكنه حتى الآن لا يستطيع التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ....لأنه لا يحاول تغيير الواقع ...يحاول فرض واقعه على الناس..! وخاصة الأبناء...لذلك هو متسلّط ...

يرفض الآباء هذه الفكرة ....ويصد الأبناء بقوله (بعد المعروف...ضرب كفوف!) ...يتهمه بالخيانة وترك البيت الذي تربى فيه ....ونبذ المباديء التي شرب منها ...
يضربه ضربة زعرنة ...وعدم اتزان ... يستهزيء من ملابسه الغريبة ...بنطلونه الشارلستون والسكيني...والشعر المنفوش....(علما أنّ الأباء لبسوا هذه الملابس قبل 50 سنة)...
يكمل الإلتفاف حول الأبناء قائلا أن الأبناء مساكين ...ينادون "بالتنكولوجيا" لأنهم يفتقرون الى العلاقات الأجتماعية! يضربه بالوحدة ..والمشاكل النفسية الكثيرة بسبب عدم وجود الناس في حياته..."اتصالي لكن ليس تواصلي"
صمت ! ....
يضحك جمهور الأبناء عاليا ويقول ( آه ...لا نريد أن نتبع المبدأ القائل ...ما يعلم حالك إلا ربّك وجارك....!!!)
يرد جمهور الآباء ضاحكا (الجنة بلا ناس ما بتنداس..!)

الأبناء لا يرد والأباء لا يضرب...
لا نتيجة...


*بين الجولة الثانية والثالثة : بائعون متجولون لأفلام ...كتكوت...الرسالة ...
هيّ فوضى...برنامج الأتجاه المعاكس...وستار أكاديمي... وكتب حنا مينه...محمود درويش...كوليت خوري...وسيديهات حدّا (حداي)... والكل يشتري..!




الجولة الأخيرة: الفتيات والأمهات...!!


في هذه الجولة قام الآباء بانتخاب!! الأمهات كممثلة عنه ....والأبناء انتخبوا الفتيات كممثلة عنه...!!
(السبب كما أظن أنهم يتبعون المثل.."كيد النسا مين قدهّ..لو مال على حيط هده..!" أملا بالربح..)

تقوم الأمهات بالجلوس المفاجيء مع نساء الحارة ...وتبدأ بالحديث عن الفتيات ..اللواتي يـتأخرن بالزواج (قال شو بحجة التعليم..!) الفتيات لا يعرفن المثل القائل..."الجوز رحمة ولو كان فحمة...،اقعدي في عشك تا ييجيكي حدا ينشك!!)..وتقوم بالقول ساخرة أن مشكلة الفتيات إفتقارها الى الأخلاق..والفضائيات هي المعلّم الرئيسي للفتيات.."ما هو بخت الرمايم قايم وبخت الوينات نايم"
والفيديو كليب مليان رمايم...

أما الفتيات ....تجلس على الجانب الآخر....تضحك...وتقول بأن الفتيات ...بجرأتهن إستطعن الحصول على حق التعليم ...والعمل..وهن الآن لا يتبعن المثل الغبي القائل " جيبوا بنات ولا تقعدوا بطّالات" ...فمن الغباء أن تكون الأمهات فقط للخلف...

أما العلاقات العاطفية ...فتقول الأمهات أن "بنات هالأيام لا يعرفون الحب على أصوله"...!
الفتيات ترد ...نحن نحب بحرية ...أما امهاتنا فقد أحبت خلف الحيط ...وبين الزيتون!...

يحتدم النقاش والحوار بينهن ....
لا نتيجة...
* * *

صمت . ترقب . الكل ينتظر إعلان الفائز في المباراة ..
الأنظار كلها تتجه نحو الحكم ..
والحكم واقف على جانب الحلبة.. واضعا يديه في جيبه .. ويضحك ..
لا يبدو عليه أنه ينوي أن يقوم بإعلان النتيجة ..
تنتهي المباراة .
ولا نتيجة ...
* * *




أصدقائي ..

بالعربي ..
لا تتعلقوا بكل ما هو قديم . لا ترفضوا كل ما هو جديد . لا تركضوا وراء كل جديد . لا تخافوا من كل ما هو قديم .
هكذا نكون قد غطينا جميع الاحتمالات ..


حتى المرة القادمة ..

كل عام ونحن بخير ..
كل عام ونحن هنا .


الأربعاء ، 07.11.07
اللجون ، فلسطين المحتلة

(نتعلم من الزمن... كي لا يضحك منا )

ليست هناك تعليقات: